Sunday 29 May 2011

الشيعة وأراؤهم الكلامية

oleh: Alex Nanang Agus Sifa
Makalah ini merupakan tugas semester 2 dalam mata kuliah Ilmu Kalam yang diampu oleh Dr. H. Amal Fathullah Zarkasyi, MA
المقدّمة
الشيعة في اللغة أعوان وأنصار والمولّون لمذهب،[1] اى هم الأتباع والأنصار. جاء في القاموس: (شيعة الرجل بالكسر أتباعه و أنصاره، والفرقة على حده، ويقع على الواحد ولإثنين والجمع والمذكر والمؤنث وجمعه أشياع وشياع). (وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو له و شيعة). قال لأزهري : (معنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً وليس كلهم متفقين).[2]
وأما في الإصطلاح في الفكر الإسلامي فمذهب وتياراته، وأن معنى الشيعة يدل على الذين شايعوا وناصروا وولَوا علي بن أبي طالب والأئمة من بنيه، وأهل بيت الرسول علي وجه العموم. يقول شيخ الشيعة وعالمها في زمنه "المفيد" بأن لفظ الشيعة يطلق علي
(أتباع أمير المؤمنين علي سبيل الولاء والإعتقاد لإمامته بعد الرسول صلوات الله عليه وآله بلا فصل، ونفي الإمامة عمن تقدمه في مقام الخلافة، وجعله في الإعتقاد متبوعاً لهم غير تابع لأحد منهم علي وجه الإقتداء) ثم يذكر أنه يدخل في هذا التعريف "الإمامية والجارودية الزيدية" أما باقي فرق الزيدية فلا تشملتهم سمة التشيع وليسوا من الشيعة وكذا الفرق الأخرى.[3]  
وأما في التعريف الجامع المانع للشيعة : هو التعريف المستنبط من كلام الإمام ابن حزم، والذي يقول فيه : (من وافق الشيعة في أن علينا رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحقهم بالإمامة، وولده من بعده، فهو شيعي وإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شياعيا). فتعريف الشيعة على ذلك : هم الذين شايعوا عليا على وجه الخصوص، وقالوا بأنه أفضل الناس بعد رسول الله، وأحقهم بالإمامة، وولده من بعده. وهذا التعريف شبيه بتعريف الإمام أبي الحسن الأشعري للشيعة والذي يقول فيه : (لأنهم شايعوا عليا رضوان الله عليه، ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.[4]
البحث
نشأة الشيعة
وردت عدة أقوال في (بداية التشيع) ووقت ظهور الشيعة، منها ما يحمل (طابع) الدعاية للشيعة وإثبات أصالتها ومحاولة الرد علي الأقوال التي تنسب بدايات التشيع إلى مصادر اجنبيه، ومنها ما يهدف للوصول إلى الحقيقة. وما دمنا قد آلتزمنا أنعرف الشيعة من مصادرها ثم نفسح المجال بعد ذالك "للرئي الاخر " فبناء على الك نبدأ بذكر الرئي الشيعي مع ملاحظت أن محور البحث هنا هو الإشارة إلى الأراء فى أصل التشيع، ولا يعنينا بحث التطور العقدي للشيعة والفرق الشيعية، فهذا موضوع يطول آستعراضه ودراسته ولا مجال هنا.[5]
نظرية عن أصل الشيعة[6]
أولاً : يزعم بعض الروافض -في القديم واحديث- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي بذر بذرة التشيع وأن الشيعة ظهرت في عصره. وأن هناك بعض الصحابة الذين يتشيعون لعلي ويوالونه في زمنه صلى الله عليه وسلم.
ثانيا : أن التشيع ظهر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وجد من يرى أحقية علي بالإمامة، ويتشيع له، وهم بعض الصحابة رضوان الله علي الجميع.
ثالثا : أن التشيع لعلي بدأ بمقتل عثمان.
رابعا : ومنهم من يجعل تاريخ ظهور الشيعة يوم الجمل.
خامسا : إن تاريخ ظهور الشيعة بعد رجوع علي من صفين ومن أشهر القائلين بالرأي المذكور الأستاذ وات منتوجمري (Montgomery Watt) حيث يقول : (إن بداية حركة الشيعة هي احد أيام سنة 658 م (37 ه)).
سادسا : إن مقتل الحسين كان هو زمن ميلاد الشيعة. [7]
فرق الشيعة
أما الأشعري فيرجع فرقهم إلي ثلاثة أصول :[8]
1.   ألغلاة
      إنما سموا غالاة وغلاة لأنهم غلوا في "علي" وقالوا فيه قولا عظيما وهم 12 فرقة :[9]
-      السبائية     : أصحاب عبدالله بن سبأ
-      البيانية       : أصحاب بيان بن سمعان التميمي
-      الجعفرية    : أصحاب عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن الجعفري ذي الجناحين
-      المغيرة       : أصحاب المغيرة بن سعد
-      المنصورية   : أصحاب أبي منصور
-      الخطابية     : أصحاب ابن ابي زينب
-      البزيهية     : أصحاب بزيغ بن موسى
-      المفضلة     : وهو العاشرة من الغا لية والخامسة من الخطابية
-      من الغالية   : أصحاب عبدالله عمرو بن حرب
2.          الرافضة
وإنما سموا رافضة لرفضهم ابا بكر وعمر، وهم مجمعون على أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على استخلاف علي بن أبي طالب باسمه، واظهر ذالك وأعلنه، وأن أكثر الصحابة أوصوا بتركها لاقتداء به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم أن الإمامة لا تكون غلا بالنصر وتوفيق وأنها قرابة، وأنه جائز للإمام-في حالة التقية-أن يقول إنه ليس بإمام، وأبطلوا الإجتهاد في الأحكام.
وأن الإمام عندهم لايكون إلا أفضل الناس، وهم يقولون إن كان علي حق في جميع أحواله، وأنه لم يخطئ في شيئ من أمور الدنيا، إلا فرقة تسمى (الكلامية) فإنهم يقولون : إن الناس كفروا بترك الاقتداء بعلي وعلى كفر بترك طلب الخلافة. والرافضة 23 فرقة سوى الكلامية (الإمامية) لقولهم بالنص على إمامة علي :
الرافضة القطعية
        وإنما يسموا قطعية لأنهم قطعوا على موت موسى بن محمد بن على وهم جمهور الشيعة، وهم يتولون بالنص على إمامة "علي" وأن "حسن" نص على إمامة أخيه الحسين، وهكذا يقولون باتقال الإمامة بالنص في أنبياء الحسن على"محمد بن الحسن بن علي" وهو الغائب المنتظر عندهم، وأنه سيظهر فيملإ الأرض عدلت بعد ملئت جورا.
الكيسانية الرافضة الشيعة
هم أتباع المختار بن عبيد التقى، وقد كان خارجيا والخوارج ثم صار من الشيعة الذين يناصرون عليا. وسموا كيسانية لأن المختار، الذي خرج وطلب بدم الحسن ودعا على "محمد بن الحنيفة" كان يقال له كيسان ويقال إنه كان مولى لعلي. [10]
3.الزيدية
إنما سموا زيدية، لتمسكهم بقول : زيد بن علي بن أبي طالب، وكان بويع له بالكوفة في أيام هشام بن عبد الملك وكان زيد يفضل علي بن أبي طالب من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ويتولى أبا بكر وعمر وكان يرى الخروج على أئمة الجور.
قامت الدولة الزيدية في اليمن على يد الإمام الهادى إلى الحق يحيى بن القاسم الراسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وهو الإمام الأول في اليمن ومؤسس الإمامة وناشر المذهب الزيدى فيه، والذي بلغ عدد أئمته في اليمن منذ الهادى حتى محمد البدر ستة وستين (66) إماما، بدأ حكمهم من سنة 284.[11]
وهي أقرب فرق الشيعة إلى الجماعة الإسلامية (أهل السنة) وأكثر اعتدالا، وهي لم ترفع الأئمة إلى مرتبة النبوة بل اعتبروهم كسائر الناس ولكنهم أفضل الناس بعد الرسول. ولم يكفروا أحدا من اصحاب رسول الله وخصوصا من بايعهم "علي" واعترف بإمامتهم ولقد انقسمت الزيدية إلى ست فرق. وسبب انقسامهم على تلك الفرق إلى ست هو إختلافهم في أمر الإمامة وهل هي بالنص،أو سيرة ومن هو الأولى بها من غيره من نسل علي رضي الله عنه.
إن الإمام زيد يرى جوازا إمامة المفضول فالصفات التي ذكرها للإمام ليست هي الصفات الواجب توفرها لصحة الإمامة بل هي صفات الإمام المثال الكامل، وهو أولى من غيره، فإن اختار أهل الحال والعقد في الإمامة إماما لم يستوف بعض المشروط (الصفات) وبايعوه صحت إمامته، ولزمت بيعته وعلى هذا الأصلأقر الإمامزيد إمامة أبي بكر وعمر ولم يكفر من الصحابة.
وقال في ذلك : "إن علي بن أبي طالب أفضل الصحابة إلا اخلافة فرضت لإبي بكر لمصلحة رأوها، وقاعدة دينية اعتمد من تسكين الفتنة" وتطيب قلوب العامة. ومن مذهب الزيدية جواز مبايعة إمامين في إقليمين، بحيث يكون كل واحد منها إماما في الإقليم الذي خرج فيه مادام متحليا بالأوصاف التي ذكروها، ومادام الإختيار كان حرا من أهل الحال والعقد، وبخلاف ذلك لايجوز قيام إمامين في إقليم واحد، لأن ذلك يستدعي أن يبايع الناس لإمامين منهي عنه بصحيح الأثر.             
والزيديون يعتقدون أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار مهما يتوب توبة نصوحا، وهم قد نهجوا في ذلك منهج المعتزلة، لأن زيدا له صلة وثيقةبواصل بن عطاء الأمر الذي سبب بنص بعض الشيعة المعتزلة.[12]  
الدراسة النقدية
1.   الإمامة
يعتقد الشيعة أن الإمامة أصل من أصول دينهم فهي ركن الإيمان الأساسى ولا يصح إيمان عبد إلا بإعتقاده أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة. فهي عندهم مثل عقيدة التوحيد وعقيدة الرسالة وعقيدة القيامة.[13]ولهذا جاء حكم الشيعة الإثنى عشرية على من أنكر إمامة واحد من أئمتهم الإثنى عشر مكملا لهذا الغلو، حيث حكموا عليه بالكفر والخلود فى النار.[14]
 قال الله تعالى: [15]ولم يحصر سبحانه أولى الأمر بعدد معين وهذا واضح جلي. لايوجد لأئمتهم ذكر فى كتاب الله ، وليس هناك نص صحيح متواتر فى تعيين أئمتهم... ولو وجد لما تخبط الشيعة وتاهوا فى أمر تعيين الإمام كما حكت ذلك كتب المقالات؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم فى اللأحاديث الثابتة عنه المستفيضة لم يوقت ولاة الأمور فى عدد معين، ففى الصحيحين عن أبى ذر قال: (( إن خليلى أوصاني أن اسمع واطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف )) {منهج السنة النبوة:2/105}.
لقد شهدت نصوص القرآن على عدالتهم والرضا عنهم، وأثنى الله عليهم في آية كثيرة جلية واضحة، لانحتاج لمعرفة معناها إلى تأويل باطني كحال الشيعة فى تأويل آيات القرآن بالاثني عشر. قال الله تعالى: [16](( وكفى فخرا لهم أن الله تبارك وتعالى شهد لهم بأنهم خير الناس، فإنهم أول داخل فى هذا الخطاب، ولامقام أعظم من مقام قوم ارتضاهم الله عز وجل لصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته )).
ولهذا جاء تأويلها عن السلف بأقوال (( مقتضاها أن الآية نزلت فى الصحابة، قال الله لهم كنتم خير أمة )). وقال الله تعالى:[17]
فالآية صريحة الدلالة على رضاء الله سبحانه عن المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، وتبشيرهم بالفوز العظيم، والخلود فى جنة النعيم.
2.   عصمة الإمام[18]
أما معنى العصمة عند الشيعة فيختلف بحسب أطوار التشيع وتطوراته، لكن يظهر أن مذهب الشيعة فى عصمة الأئمة قد استقر على ما قرره شيخ الشيعة-فى زمنه-المجلسى-صاحب بحار الأنوار (المتوفى سنة 1111 ﻫ فى قوله: (( اعلم أن الإمامية اتفقوا على عصمة الأئمة-عليه السلام-من الذنوب-صغيرها وكبيرها-فلا يقع منهم ذنب أصلا لا عمدا ولانسيانا ولالخطأ فى التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه )).[19]
دعوى العصمة للأئمة تضاهي المشاركة في النبوة، فإن المعصوم يجب اتباعه في كل مايقول، ولايجوز أن يخالف في شيئ، وهذه خاصة الأنبياء ولهذا أمرنا أن نؤمن بما أنزل إليهم فقال-تعالى-: 4Óœ»urur !$pkÍ5 ÞO¿Ïtö/Î) Ïm‹Ï^t/ Ü>qà)÷ètƒur ¢ÓÍ_t6»tƒ ¨bÎ) ©!$# 4s"sÜô¹$# ãNä3s9 tûïÏe$!$# Ÿxsù £`è?qßJs? žwÎ) OçFRr&ur tbqßJÎ=ó¡B ÇÊÌËÈ[20]فأمرنا أن نقول: آمنا بما أوتي النبيون...فالإيمان بما جاء به النبيون مما أمرنا أن نقول له ونؤمن به، وهذا ما اتفق عليه المسلمون...فمن جعل بعد الرسول معصوما يجب الإيمان بكل ما يقول له فقد أعطاه معنى النبوة، وإن لم يعطه لفظها.[21]
وهذا مخالف لدين الإسلام، للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها. أما القرآن فقال-سبحانه-: [22]فلم يأمرنا بالرد عند التنازع إلا إلى الله والرسول، ولو كان للناس معسوم غير الرسول صلى الله عليه وسلم لأمرهم بالرد إليه، فدل القرآن أن لامعصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى[24]فدل القرآن-في غير موضوع- على أن من اطاع الرسول كان منأهل السعادة، ولم يشترط في ذلك طاعة معصوم آخر، ومن عصى الرسول كان نأهل الوعيد وإن قدر أنه أطاع من ظن أنه معصوم.
وقد اتفق أهل العلم أهل الكتاب والسنة على أن كل شخص-سوى الرسول-فإنه يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، واتباعه فما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع فإنه المعصوم الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
3.   الولاية
روى الكليتي في الكافر عن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: بني الإسلام على خمسة: الصلاة والزكاة، والصوم، والحج والولاية ولم ينادي بشيئ ما نودي بالولاية يوم الغدير فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية. و روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا فقط إلا بها"، وقال أيضا: إن أنبياء الله اعترفوا بولاية علي رضي الله عنه ومن أنكر ها عذبه الله وابتلاه بالأسقام وسائر المصائب.[25]
وهذا يخالف بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر , لا يرى عليه أثر السفر , ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ووضح كفيه على فخذيه , وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " قال صدقت فعجبا له يسأله ويصدقه".[26] شرح هذا الحديث أن الولاية ليس ركنا من أركان الإسلام.
4.   التقية[27]
التقية في عقيدة الشيعة تعنى ركن من أركان الدين، بل عموده الذي لايقوم إلا عليه. قال أبو عبد الله عليه السلام: "يا أبا عمران تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيئ إلا في النبيذ والمسح على الخفين"، وقوله أيضا: "اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له"، وقالوا أبو جعفر عليه السلام: التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له.[28]
وأما التقية في الإسلام غالبا إنما هي مع الكفار، قال تعالى: لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ﴿28﴾[29] قال ابن جرير الطبري:(( التقية التي ذكرها الله في هذه الآية إنما هي تقية من الكفار لا من غيرهم)). ولهذا يرى بعض السلف أنه لا تقية بعد أن أعز الله الإسلام، قال معاذ ابن جبل، ومجاهد: كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، أما اليوم فقد أعز الله المسلمين أن يتقوا منهم تقاة. [30]
5.   المهدية والغيبة
ويعتقد الشيعة الإمامية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبايع الإمام المهديين المنتظر ( الإمام الغائب ): روى عن الإمام الباقر: حين يظهر قائم آل محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يلقى العون من الله وملائكته، وأول من يبايعه محمد صلى الله عليه وسلم وبعده علي.[31]
فأهل السنة يقررون بمقتضى النصوص الشرعية، والحقائق التارخية...والدلائل العقلية أن مسألة غيبة المهدي عند الإثني عشرية لاتعدو أن تكون وهماً من الأوهام، إذ (( ليس له عين ولا أثر، ولا يعرف له حس ولا خبر، لم ينتفع به أحد لا في الدنيا ولا في الدين، بل حصل بإعتقاد وجوده من الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد )).  
6.   الرجعة
فاالشيعة جميعا يعتقدون برجعة إمامهم المهدي المنتظر الغائب ( محمد بن حسن العسكري ) إمام الزمان وأنه لم يمت ولا يزال حياً وسيعود في آخر الزمان و يملأ الأرض نورا وعدلا وسيحي الله له ولآبائه جميع المسلمين من غير أئمتهم باعتبارهم ظلمة مغتصبين للحكم و سيحاكمهم ويقتص منهم. [32]
فكرة الرجعة إلى الدنيا بعد الموت مخالفة صريحة لنص القرآن، وباطلة بدلالة آيات عديدة من كتاب الله سبحانه، قال تعالى: قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿99﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴿100﴾[33]فقوله سبحانه: ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ صريح في نفي الرجعة مطلقا.
7.   الظهور
أى ظهور الأئمة بعد موتهم لبعض الناس ثم عودتهم لقبورهم، وهذه العقيدة غير رجعة الأئمة، وقد بوب لها المجلسي بعنوان (( باب أنهم يظهرون بعد موتهم، ويظهر منهم بعد الغرائب ))...فالأئمة يظهرون بعد موتهم، ويراهم بعض الناس، وهذا الظهور غير مرتبط بوقت معين كالرجعة بل هو خاضع لإرادة الأئمة، حتى تسبوا لأمير المؤمنين أنه قال: (( يموت من مات منا وليس بميت )). وتذكر أساطيرهم أن أبا الحسن الرضا كان يقابل أباه بعد موته، ويتلقى وصاياه وأقواله.[34]
أما عند إجماع المسلمين-كما سلف- أن رجعة الأموات قبل يوم القامة باطلة. وهذه الخرفات تعتبر من فضائحهم وعوراتهم التي هي قائمة في مذهبهم، ولعلها من حكمة الباري سبحانه، إذ ما من قوم أرادوا أن ينسبوا الله دينا ما أنزله إلا وفضحهم على رؤوس الأشهاد، كما أثبت ذلك الوقائع والأيام.  
الإستنتاج
-      جاء حكم الشيعة الإثنى عشرية على من أنكر إمامة واحد من أئمتهم الإثنى عشر مكملا لهذا الغلو، حيث حكموا عليه بالكفر والخلود فى النار. فأما الآية القرآنية صريحة الدلالة على رضاء الله سبحانه عن المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، وتبشيرهم بالفوز العظيم، والخلود فى جنة النعيم.
-      أن مذهب الشيعة فى عصمة الأئمة قد استقر على ما قرره شيخ الشيعة-فى زمنه-المجلسى-صاحب بحار الأنوار (المتوفى سنة 1111 ﻫ فى قوله: (( اعلم أن الإمامية اتفقوا على عصمة الأئمة-عليه السلام-من الذنوب-صغيرها وكبيرها-فلا يقع منهم ذنب أصلا لا عمدا ولانسيانا ولالخطأ فى التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه )). وهذا مخالف لدين الإسلام، للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها، وقد اتفق أهل العلم أهل الكتاب والسنة على أن كل شخص-سوى الرسول-فإنه يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، واتباعه فما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع فإنه المعصوم الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
-      يعتقد الشيعة أن أنبياء الله اعترفوا بولاية علي رضي الله عنه ومن أنكر ها عذبه الله وابتلاه بالأسقام وسائر المصائب. وهذه العقيدة تخالف بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد رواه إمام مسلم.
-      التقية في عقيدة الشيعة تعنى ركن من أركان الدين، بل عموده الذي لايقوم إلا عليه. قال أبو عبد الله عليه السلام: "يا أبا عمران تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيئ إلا في النبيذ والمسح على الخفين". وأما التقية في الإسلام غالبا إنما هي مع الكفار، ولهذا يرى بعض السلف أنه لا تقية بعد أن أعز الله الإسلام، قال معاذ ابن جبل، ومجاهد: كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، أما اليوم فقد أعز الله المسلمين أن يتقوا منهم تقاة.
-      ويعتقد الشيعة الإمامية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبايع الإمام المهديين المنتظر ( الإمام الغائب ). فأما أهل السنة يقررون بمقتضى النصوص الشرعية، والحقائق التارخية...والدلائل العقلية أن مسألة غيبة المهدي عند الإثني عشرية لاتعدو أن تكون وهماً من الأوهام، إذ (( ليس له عين ولا أثر، ولا يعرف له حس ولا خبر، لم ينتفع به أحد لا في الدنيا ولا في الدين، بل حصل بإعتقاد وجوده من الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد )).  
-      فاالشيعة جميعا يعتقدون برجعة إمامهم المهدي المنتظر الغائب ( محمد بن حسن العسكري ) إمام الزمان وأنه لم يمت ولا يزال حياً وسيعود في آخر الزمان و يملأ الأرض نورا وعدلا وسيحي الله له ولآبائه جميع المسلمين من غير أئمتهم باعتبارهم ظلمة مغتصبين للحكم و سيحاكمهم ويقتص منهم. أما عند السلف أن فكرة الرجعة إلى الدنيا بعد الموت مخالفة صريحة لنص القرآن، وباطلة بدلالة آيات عديدة من كتاب الله سبحانه.
-      يعتقد الشيعة أن الأئمة يظهرون بعد موتهم، ويراهم بعض الناس، وهذا الظهور غير مرتبط بوقت معين كالرجعة بل هو خاضع لإرادة الأئمة، حتى تسبوا لأمير المؤمنين أنه قال: (( يموت من مات منا وليس بميت )). أما عند إجماع المسلمين-كما سلف- أن رجعة الأموات قبل يوم القامة باطلة. وهذه الخرفات تعتبر من فضائحهم وعوراتهم التي هي قائمة في مذهبهم.
الإختتام
من ظهور أرائهم أن الشيعة قد تحولت إلى العقيدة التى لم ينص بها القرآن والحديث مع أنهم يؤلون الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة, ولهذا لاشك أنهم قد إنحرفوا من العقيدة الصحيحة مما قرروا في عصمة الإمامة وتفضيلهم الأولى على الأنبياء عليهم السلام والتكفير بعض الصحابة  غير علي وأهل البيت رضوان الله عليهم. والله اعلم .....


المراجع
- زركشي ,أمل فتح الله, علم الكلام: تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياها الكلامية, دار السلام للطباعة والنشر, كونتور- فونوروكو,2006 م.
_   القفاري، ناصر بن عبدالله بن علي ، مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة، دار الرضا للنشر والتوزيع ،النويشي- الجيزة، 1418 ه.
-  ________________  ، أصول مذهب الشيعة، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض-المملكة العربية السعودية، 1420 ه.
_ الآصفي، آية الله الشيخ محمد مهدي، شيعة أهل البيت، مركز الطباعة والنشر للمجمع العلمي لأهل البيت، ليلى، 1427ه.
_ النفيس، أحمد راسم، الشيعة التشيع لأهل البيت، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2007 م.
_ صوفي، عبد القدير بن محمد عطا، موقف الشيعة الأثني عشرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دار أضواف السلف، الرياض، 1411 ه.






[1] الدكتور أمل فتح الله زركشي, علم الكلام: تاريخ المذاهب الإسلامية وقضاياها الكلامية, دار السلام للطباعة والنشر,كونتور- فونوروكو,2006,ص. 68.
[2] ناصر بن عبدالله بن علي القفاري، مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة، دار طيبة للنشر والتوزيع ، الرياض-المملكة العربية   السعودية، 1420 ، ص. 119.                                                                                                                                                                                                                                                                                            
[3] الدكتور أمل فتح الله زركشي, المصدر السابق، ص : 68
[4] ناصر بن عبدالله بن علي القفاري، المصدر السابق، ص : 120     
[5] نفس المصدر، ص : 130      
[6] الدكتور أمل فتح الله زركشي، المصدر السابق، ص : 70
[7] نفس المصدر، ص : 130- 139          
[8] نفس المصدر، ص : 144 - 145         
[9]الدكتور أمل فتح الله زركشي، المصدر السابق، ص : 75- 79
[10]نفس المصدر، ص : 79 - 81
           
[11] أحمد راسم النفيس ، الشيعة التشيع لأهل البيت، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2007 م، ص. 238

[12] نفس المصدر، ص : 82 - 85
[13]  نفس المصدر، ص : 92
[14] ناصر بن عبدالله بن علي القفاري، أصول مذهب الشيعة، دار طيبة للنشر والتوزيع ، الرياض-المملكة العربية السعودية، 1420
[15] سورة النساء : 59

[16] سورة آل عمران، آية : 110
[17]سورة التوبة، آية: 100.
[18] العصمة فى كلام العرب: تعني المنع، وعصمة الله عبده: أن يعصمه مما يوبقه، واعتصم فلان بالله إذا امتنع به.
[19] ناصر بن عبدالله بن علي القفاري، المصدر السابق، ص : 941
[20] سورة البقرة، آية: 137.
[21] نفس المصدر، ص : 962.
[22] سورة النساء، آية: 59.
[23] سورة النساء، آية: 69.
[24] سورة الجن، آية: 23.
[25] الدكتور أمل فتح الله زركشي، المصدر السابق، ص : 94-95.
[26] رواه مسلم، في شرح متن الأربعين النووية، رقم: 2.
[27] اتقيت الشيئ، وتقيته أتقيه وأتقيه تقى وتقية وتقاء: حذرته. ولهذا قال ابن حجر: التقية: الحذر من إظهار مافي النفس من معتمد وغيره للغير. قال ابن عباس: التقيه باللسان، والقلب مطمئن بالإيمان. وقال أبو العالية: التقية باللسان وليس بالعمل.
[28] الدكتور أمل فتح الله زركشي، المصدر السابق، ص : 100-101.
[29] سورة آل عمران، آية: 28.
[30] ناصر بن عبدالله بن علي القفاري، المصدر السابق، ص : 977-978.
[31] نفس المكان, ص: 100.
[32] نفس المكان, ص: 102-103.
[33] سورة المؤمنون، آية: 99-100.
 [34] ناصر بن عبدالله بن علي القفاري، المصدر السابق، ص : 1127.

No comments: