Friday, 3 June 2011

المقامات والأحوال فى التصوف


oleh: Alex Nanang Agus Sifa (Tugas Makalah mata kuliah Tasawuf Semester 4)

مقدمة
قد كثر الإشتباه بين المقامات والأحوال، واختلفت إشارات الصوفية فى ذلك. ووجود الإشتباه لتشابهما فى نفسهما وتداخلهما، فتراءى للبعض الشيئ حالا وتراءى للبعض مقاما، فلا بد من ذكر ضابط عنهما بعبارة تفرق بينهما إلى أن يتضح المقام مقاما والحال حالا.
كان أهم غاية الصوفية هي المعرفة بالله وهي السعادة الحقيقية لهم في حياتهم الروحية، والوصول إلى هذه الغاية تكون بمجاهدة النفس والرياضات الباطنية لتزكية أنفسهم، بالتخلي من الأخلاق الذيمية والتحلي بالأخلاق الكريمة وانتهى ذلك إلى التجلي بأسرار الألوهية. وبتلك المراحل الثلاثة يتدرج السالك إلى درجة ما يسميها الصوفية باالمقامات والأحوال.[1] وسعى الباحث أن يعبرهما بعبارة أشار إليها الصوفية على العموم.
مفهوم المقامات والأحوال
المقام هو موقف العبد بين يدي الله الذي يكسب بالمجاهدة والرياضات الباطنية. والمجاهدة هي مجاهدة السالك من هواه النفسية ومن شهواته إلى أن يرتفع السالك على هواه، وأما الرياضات الباطنية فهي تكون بالأذكار و سهر وصلاة الليل وغير ذلك من أعمال القلوب.
ويتدرج السالك فى مقامات السلوك تدريجيا حسب مجاهدة نفسه ورياضاته الباطنية حتى يستوفى جميع المقامات، وهذه المقامات بتعبير علم النفس الحديث حالات وجدانية خاصة هي مظاهر ما يتحقق به السالك من استقرار نفسي حال سلوكه.[2]ولا يمكن أن يكون السالك متحققا فى مقام من المقامات إلا إذا كان مشتهلا بالرياضات له ومستوفيا بشروطها وأحكامها، و هو بهذا يكون كسبا له، لأن السالك يكسب حسب مجاهدته وريضاته الباطية.
أما الأحوال فهي ما يعرض للسالك دون كسب منه، وهي ترد على القلب من غير تعمد ثم تزول بسرعة، هوي أوائل المقامات وكان موهوبة من الله.[3]  كانت الأحوال مع كونها موهوبة من الله لكن لا بد للسالك استعداد في نيلها بمجاهدة النفس والرياضات الباطنية كانت في المقامات، لأن الله لا يهب عبدا حالا أو أحوالا إلا إلى من طلبها، وهذا مثلما قاله عطاء الله: ورود الأحوال بحسب الإستعداد، وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار.[4]
ورأى الباحث أن فى كل من المقامات والأحوال تكسب بالمجاهدة و الرياضات الباطنية، وأما الأحوال فنيلها بالمجاهدة و الرياضات الباطنية أيضا وذلك أن الأحوال ينالها السالك أثناء تدرجه فى كسب المقامات التي تكون بالمجاهدة و الرياضات الباطنية، فمن لم يسلك بهذه الطريقة، فى كسب المقامات للوصول إلى معرفة الله فلن ينال الأحوال أبدا، لأن الأحوال ورودها باستقرار العبد المقامات.
تاريخ نشأة المقامات والأحوال
وأما من أوائل من وضع الفكرة الأساسية للمقامات والأحوال هو ذو النون المصري، وهو الذي وضع طرقا للوصول إلي الله،[5] لكن أول من تكلم عن المقامات والأحوال بكلام دقيق هو الحارس ابن أسد المحاسبي (المتوفى 243 هـ). وهو أحد الصوفية الذين جمعوا بين العلم بالشريعة وعلوم الحقائق. وقد سمي المحاسبي بهذا الإسم لرغبته فى محاسبة نفسه.
 وله كلام فى مقامات الطريقة إلى الله وأحواله عمق التحليل، وقال المحاسبي ما رواه ابن العطاء في تذكرة الأولياء: "أساس العبادة الورع، وأساس الورع التقوى، وأساس التقوى محاسبة النفس، وأساس محاسبة الخوف والرجاء، والخوف والرجاء يرجعان إلى العلم بالوعد والوعيد، وفهم الوعد والوعيد يرجع إلى تذكر الجزاء، وتذكر الجزاء يرجع إلى الفكر والإعتبار." وقد كان لكلام المحاسبي فى النفس، والسلوك ومقاماته وأحواله، أثر على من جاء بعده من الصوفية كالغزالي والشاذلية.[6]
عداد المقامات والأحوال وترتيبها
كانت المقامات والأحوال فيها اختلاف الصوفية اختلافا كبيرا في عددها وترتيبها، لكن اتفق بعض الصوفية بأن التوبة هي أول المقامات وأما الرضا فأخرها، لأن التوبة هو طلب المغفرة من الله فلا يمكن للسالك أن يزكي نفسه قبل أن يغفر الله ذنوبه. ويكون الرضا آخر المقامات لأن كل ما يفعله السالك طلبا لرضاه. وقال الله تعالى ((zÓÅ̧ª!$#öNåk÷]tã(#qàÊuurçm÷Ztã4y7Ï9ºsŒô`yJÏ9zÓÅ´yz¼çm­/u(ÇÑÈ.[7]
وفي كتاب "اللمع فى التصف" الذي ألفه الطوسي ذكر سبع مقامات مع ترتيبها التي توجد في كتاب التصوف الآخر على العموم. وتلك المقامات نذكرها على الترتيب: التوبة،[8] والورع،[9] والزهد،[10] والفقر،[11] والصبر،[12] والتوكل،[13] والرضا.[14]
والأحوال كما كانت المقامات ففيها اختلاف الصوفية اختلافا كبيرا في عددها وترتيبها، لكن أهم الأحوال التي رآها كثير من الصوفية ستة نذكرها على الترتيب هي: المراقبة، والخوف،[15] والرجاء،[16] والطمأنينة، والمشاهدة، واليقين.[17]
الإختتام
كانت المقامات تكتسب بمجاهدة النفس والرياضات الباطنية، وأما الأحوال فترد فى قلب العبد عند تدرج السالك المقامات، وهي المقامات والأحوال كما رأى الباحث تجربة معنوية للقلوب لايشعرها إلا سالكها ولا يمكن للسالك بيانها بلسانه تفصيليا. إذا كانت المقامات هي المجاهدة النفسية والباتنية وأما الأحوال هي موهوبة من الله. ولكون المقامات مكتسبة يكسبها السالك بمجاهدة النفس والرياضات الباطنية. وكانت الرياضات الباطنية التي سلكها السالكون تختلف بعضهم ببعض في نوعها وطريقتها، ولذالك اختلف رأي كل صوفي فى عدد المقامات وترتيبها حسب مجاهدة نفسه والرياضات الباطنية.



المراجع
التفتازاني،أبو الوفا الغيمي،ابن عطاء الله وتصفه(القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1969)
______________،مدخل إلى التصوف الإسلامي (القاهرة: دار الثقافة، 1979)
الشرقاوى، دكتور حسن،معجم ألفاظ الصوفية (القاهرة: دار عالم المعرفة، الطبعة الثانية، 1192)
القشيري، عبد الكريم بن هوازن،الرسالة القشيرية في علم التصوف (دار الخير).

Nasution,Harun, Filsafat Dan MistisismeDalam Islam (Jakarta: BulanBintang, 1973)
Simuh, Tasawuf Dan PerkembangannyaDalam Islam (Jakarta: Rajawali Press, 1997)
Hamka, Prof. Dr., TasawufPerkembangan Dan Pemurniannya (Jakarta: PustakaPanjimas, 1984)
Siregar, Prof. H. A., Rivay, Tasawuf Dari SufismeKlasikKe Neo Sufisme (Jakarta: Raja GrafindoPersada, 1999)





[1]Prof. H. A. RivaySiregar,Tasawuf Dari SufismeKlasikKe Neo Sufisme (Jakarta: Raja GrafindoPersada, 1999) hal. 41
[2]أبو الوفا الغيمي التفتازاني،ابن عطاء الله وتصفه(القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1969)، ص. 229
[3]أبو الوفا الغيمي التفتازاني، نفس المرجع، ص. 380
[4]Simuh, Tasawuf Dan PerkembangannyaDalam Islam (Jakarta: Rajawali Press, 1997), hal. 74-75
[5]  Prof. Dr. Hamka, TasawufPerkembangan Dan Pemurniannya (Jakarta: PustakaPanjimas, 1984), hal. 100
[6]أبو الوفا الغيمي التفتازاني، نفس المرجع، ص. 104-106
[7]سورة البينة: 8
[8]التوبة لغة بمعنى الرجوع، يقال تاب رجل أي رجع. والتوبة في اصطلاح الصوفي الرجوع من المعاصي والأعمال السيئات إلى ما هو محمود فى الشرع على أساس الندم عما قد فعله في أيام سابقية، التوبة أول منزلة من منازل السالكين فى طريق الله، وأول مقام من مقامات الطالبين إلى الوصول إليه، فمن المستحيل أن يصلح العبد أعماله قبل أن يتوب الله ويتوب الله عليه، وذلك أول ما يفعله السالك لتزكية نفسه. (عبد الكريم بن هوازن القشيري، الرسالة القشيرية في علم التصوف (دار الخير). صِ. 91
[9]الورع هو ترك الشبهات والفضلات وترك عن كل ما سوى الله تعالى وهو أول الزهد. (عبد الكريم بن هوازن القشيري، نفس المرجع، ص. 110
[10]أن الزهد هو عدم الفرح بأسباب الدنيا وفضلاتها، وعدم التأسف على ما فقد منها. (عبد الكريم بن هوازن القشيري، نفس المرجع، ص. 116). والزهد فى الإسلام منهج فى الحياة، قوامها التقلل من ملذة الحياة. (أبو الوفا الغيمي التفتازاني، مدخل إلى التصوف الإسلامي (القاهرة: دار الثقافة، 1979)، ص. 60
[11]الفقر ضد الغنى، وذلك لكسر فقار ظهره بالحاجة. ويستخدم الصوفية معنى الفقر بمعنى القد، أي ما يحتاج الإنسان إليه. (دكتور حسن الشرقاوى، معجم ألفاظ الصوفية (القاهرة: دار عالم المعرفة، الطبعة الثانية، 1192)، ص. 226
[12]الصبر هو نتائج المعرفة، والحال والعمل تصديقا، ويقول بعض الصوفية أن الصبر أعظم الأعمال وأشرفها. (دكتور حسن الشرقاوى،نفس المرجع، ص. 187
[13]التوكل هو الرضا بالله وكيلا، فهو الذي يوجه المتوكل إلى كل الخير. (دكتور حسن الشرقاوى،نفس المرجع، ص. 96)
[14]يقال رضى به أي أختاره، أو طابت نفسه  به أو قنع به. (دكتور حسن الشرقاوى،نفس المرجع، ص. 152)
HarunNasution, Filsafat Dan MistisismeDalam Islam (Jakarta: BulanBintang, 1973) hal. 67-69
[15]هو أن يخاف المؤمن من نفسه أكثر مما يخاف من عدوه. الخائف هو الذي لا يخاف غير الله ويخاف الله إجلالا ورجاء. (دكتور حسن الشرقاوى،نفس المرجع، ص. 132
[16]الرجاء هو رجاء الصالحين الذين يخافون الله وعقابه ويرجونه أن يمد من أجلهم حتى يزدادوا إليه تقربا وعبادة ليلقوه على أحسن وجه. (دكتور حسن الشرقاوى،نفس المرجع، ص.150
[17]Simuh, Op.Cit, hal. 132

No comments: