إنّ الإسلام دين ودولة وحضارة ويتكون من الشرائع والتعاليم الّتى أنزله الله إلى هذه الدنيا لهداية الناّس إلى صراط مستقيم. قال الله تعالى فى القرآن الكريم في سورة الروم: 30. يتّضح لنا بهذه الأية أنّ تعاليم الإسلام شرعها الله تعالى للنّاس منذ عهد آدم عليه السّلام إلى أمة محمد صلّى الله عليه وسلم.
والإسلام هو الدّين الّذى يشمل جميع المسائل البشرية. وخلق الله الناّس للعبادة إليه وكلّفهم بالوظائف الدّينية والخلافة فى الأرض للمحافظة على بقاء الحياة وعمارتها فيها. قال الله تعالى في القرآن الكريم: وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (سورة الذاريات: 56). وهو أيضا دين القيمة أى دين الأمة التى تسلك سبيل العدل والإستقامة، كما قال تعالى فى سورة البينة الأية 5. وكان المسلمون لهم أعمال كثيرة و العمل جسم وروحه الإخلاص، وأعمالهم الصالحة هي عبادة أساسها الإيمان، وبالإيمان تكون الأعمال مقبولة عند الله. لا يقبل الله أعمال عباده إلا بخلوص النية و وجود الإيمان في قلوبهم.
وكل شريعة الحياة يوجد في الإسلام لأن الإسلام دين شامل وكامل ومتكامل لا نقص فيه. وفى الإسلام قوانين تناولت جميع جوانب الحياة الفكرية والنفسية والمادية. وكانت الشريعة الإسلامية أكمل الشرائع، ومن خصائصها العامة هي الربانية والأخلاقية والواقعية والإنسانية، وكل هذه الخصائص أصل لحقوق الإنسان فيه. وشريعة الإسلام هى الدرجة العليا والأخرة والخاتمة فى سلم شرائع النبوات والرسالات التى توالت فى إطار دين الله الواحد. لذلك جائت هذه الشريعة الإسلامية مصدقة فى ثوابت عقائد الدين الإلهى الواحد وقيمه.
والإسلام إذن كرسالة عالمية يخاطب الناس جميعا على أساس العدالة والمساوة والمصالح المعتبرة فى الإسلام ومنهج التدين فى الإسلام ودور المسجد فى التوجيه الإجتماعي للمجتمع المسلم والإسلام والسلام مع الله ومع النفس ومع الناس. وأما أساسه ومبناه عدل ورحمة وحكمة. فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجو، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة. والناس فى شرع الإسلام متساوون جميعا فى الحقوق والواجبات، متساوون فى تكوينهم، وأصل خلقهم.
وما من فريضة افترضها الإسلام أو حد استوجبه إلا مصلحة للفرد بل للناس جميعا، مستهدفا بها المصالح الدينية والدنيوية. وقد ارتضى الإسلام للمسلمين أن يكون معيار الصلاح والفساد من قبل الله وحدة، محددا فى القرآن أو فى سنة رسول الله، ذلك لأن القوانين الأساسية التى جائت بها الشريعة الإسلامية لا تتغير ولا تتبدل بل صلاحيتها مستقرة ومستمرة فى كل الأزمان والأماكن. هذا هو الإسلام الذى قد انزل الله لمصالح ابن آدم وفيه قوانين شاملة لتنظيم الحياة الإنسانية.
No comments:
Post a Comment