الكندى
الكندى هو أبو يعقوب بن اسحق بن الصباح الكندى (Alkindus عند اللاتين) ولد بالكوفة (بين 180 و 185 هـ / 796 و 801 م). وقد أطلق عليه المؤرخون اسم "فيلوس العرب" لأنه من أصل عربى صميم. وكان الكندى أول من اشتهر بالفلسفة من بين المسلمين لأنه على بدراسة أرسطو، وحاول التقريب بين آرائه والعقيدة الإسلامية.
إن الكندى تأثر إلى حد كبير بآراء المعتزلة فى المسائل الدينية كمسألة الصفات الإلهية والقضاء والقدر والعدل. لكن اهتمامه بالفلسفة كان أكثر وضوحا: فقد عنى بالدراسات الرياضية وبالفلسفة الطبيعية والبحوث الطبية والمسائل النفسية. وللكندى رسائل فلسفية عديدة وله كتاب فى الفلسفة الأولى.
النوم والرأيا
النوم هو ترك استعمال النفس للحواس جميعا. النوم بتكميل الرسم هو ترك الحي الثابت على طباعه فى الصحة، استعمال الحواس بالطبع.
فإن كان هذا كما قد قيل فقد يظهر ما الرأيا. و إن كان معلوما قوى النفس وكان منها قوة تسمى المصورة، أعنى القوة التى توجدنا صور الأشياء الشخصية بلاطين، أعنى مع غيبة حواملها عن حواسنا وهي التى يسميها القدماء من حكماء اليونانيين الفنطاسيا.
فإن الفصل بين الحس وبين القوة المصورة أن الحس يوجدنا صور محسوساته محمولة فى طينتها، فأما هذه القوة فإنها توجدنا الصورة الصخشية مجردة، بلاحوامل بتخطيطها وجميع كيفيتها وكميتها.
إذن: الرأيا هى استعمال النفس الفكر ورفع استعمال الحواس من جهتها. حين النوم لايستعمل الإنسان حواسه، وفى التفكير كذالك لايستعملها الإنسان، وفى المراض قد تكون الحواس مستعملة.
الفارابى
هو أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابى نسبة إلى مدينة فاراب إحدى مدن بلاد التركستان. وترجع شهرته إلى إشتغاله بالرياضة والطب. ويعد الفارابى من أفضل شراح العرب لمنطق أرسطو وقد تتلمذ الفيلسوف ابن سينا على كتبه.
وكان الفارابى فيلسوفا نظريا وعمليا فى آن واحد، إذ كان يغلب عليه التصوف ويميل إلى الزهد والعزلة. وكان أكثر إهتماما بفلسفة أرسطو من الكندى. وتعمق فى دراسة تلك الفلسفة وفى فهمها حتى أطلق عليه اسم الفيلسوف الثانى.
وقد أحصى الفارابى كتب ارسطو ورتبها وشرحها لكنه خلط بين مذهب هذا الفيلسوف وغيره من فلاسفة اليونان. ومؤلفاته عديدة منها كتاب التعليم الثانى، وإحصاء العلوم، وفصوص الحكم، والجمع بين رأيى الحكيمين أفلاطون و أرسطو.
النفس
ومذهب الفارابى فى النفس مزيج من آراء أرسطو وأفلاطون، وإن كان أكثر ميلا إلى هذا الفيلسوف الأخير. لأنه يرى أن الإنسان يتكون من جوهرين: أحدهما نفسه والآخر بدنه، وإن كان لايوافق على فكرة تناسخ الأرواح التى ارتضاها أفلاطون.
النفس الناطقة التى لها هذه القوة (الإدراك) جوهر واحد هو الإنسان عند التحقيق وله قوة وفروع منبثة منها فى الإعضاء، وأنها حادثة عن واهب الصور عند حدوث الشيء المستعد لقبوله فيه.
إن النفس لايجوز أن تكون موجدة قبل وجود البدن، وإنها لايجوز أن تتكرر فى أبداء مختلفة وإنه لايجوز أن يكون لبدن واحد نفسان، وإنها مفارقة باقية بعد الموت فليس فيها قوة قبول الفساد.
إذن: النفس هي جميع ما فى بدنها ولكل بدن نفس واحدة. وأما الفكر هو جميع قوة المدركة فى النفس.
النفس الكلية
تعريف النفس الكلية عاما: النفس التى ورئها الطبيعة. النفس الكلية تسمى بالسعادة وهي إجتماع الأنفس بين الماضين واللاحقين بعد الموت فى القبر (النفس تجتمع على الأنفس القديمة فى القبر).
وكلما كثرت الأنفس المتشابهة المفارقة، واتصل بعضها ببعض، فذلك على جهة أتصال معقول بمعقول. كان التذاذ كل واحدة منها أزيد شديدا. وكلما لحق بهم من بعدهم زاد التذاذ من لحق الآن بمصادفة الماضين، وزادت لذة الماضين اتصال اللاحقين بهم، لأن كل واحدة تعقل ذاتها وتعقل مثل ذاتها مرارا كثيرة فتزداد كيفية ما تعقل.
إبن رشد
هو أبو الوليد بن أحمد بن محمد بن رشد، ولد في كردوفا سنة 520 هـ (1126 م) مشهورا العالم في علم الفقه في بلاد الاندلوس الإسلام هو في الغرب مشهور بأفيرس، وأسرته من أعرق الأسر وأكثرها شهرة شغل أفرادها-جيلا بعد جيل-أهم الوظائف في الدولة، وهي وظيفة القضاء المذهب المالكي في قرطبة عاصمة الأندلس.
وكان إبن رشد الفيلسوف كان أكثر أفرادا أسرته شهرة وأبقاهم ذكرا وسلك في طبيعة ترتيبه وتاريخ أسرته مسلك أبيه وجده، فبدأ بدراسة العلوم الإسلامية، ثم درس الطب والفلسفة، وكان صديقا لابن طفيل الذي قدمه إلي أمير الموحدين. ثم عظمت منزلته عند الأمير. وجعل يتنقل في مختلف بقاء الإمبراطورية المغربية، وفيما بعد اتخذ الأمير طبيبه الأول مكان ابن طفيل، ثم ولاه قضاء مدينة قرطبة.
لكن حساده من القهاء أوقعوا بين الأمير وبينه، فغضب عليه وأمر بإحراق كتبه، ثم عفا عنه في أواخر حياته، ومات في مراكش سنة 595 هـ، ونقل جثمانه إلي قرطبة حيث دفن فيها إلي جوار آبائه.
ولابن رشد مؤلفات عديدة في الفقه والطب والفلسفة وشروح أرسطو، وكتب خاصة في التوفيق بين الدين والعقل، ومن هذه المؤلفات نذكر: كتاب نهاية المجتهد في الفقه، وكتاب الكليات في الطب. كذلك ألف في المنطق، ولخص كتب ارسطو فيما وراء الطبيعة والأخلاق والبرهان والسماع الطبيعي. أما كتبه الخاصة في الفلسفة فهي: تهافت التهافت، وكتاب مناهج الأدلة في عقائد الملة، وفصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من التصال، ومقالة في العقل إلخ.
الإتفاق بين الدين والعقل
في البرهانة علي وجود الله
من كتاب مناهج الأدلة (ص 150-153)
الطرق الأشعرية أي طريقة الممكن والواجب ليست واحدة منها هي الطريقة الشرعية التي دعا الشرع منها جميع الناس، علي اختلاف فطرهم، إلي الإقرار بوجود الباريء سبحانه. الطريقة الشرعية التي نبه الكتاب العزيز عليها، ودعا الكل من بابها، إذا استقرئ (تصفح الأمثلة الجزئية) الكتاب العزيز تنحصر في جنسين: أحدهما طريق الوقوف علي العناية بالإنسان وخلق جميع المجودات من أجله. والثانية ما يظهر من اختراع جواهر الأشياء الموجودات، مثل اختراع الحياة في الجماد، والإدراكات الحسية والعقل. أما الطريقة الأولي فتنبني علي أصلين: أحدهما أن جميع الموجودات التي ههنا موافقة لوجود الإنسان، والأصل الثاني أن هذه الموافقة هي ضرورة من قبل فاعل (الله) قاصد مريد، إذ ليس يمكن ان تكون هذه الموافقة بالإتفاق.
أما موافقة لوجود الإنسان يحصل اليقين بذلك باعتبار موافقة الليل والنهار والشمس لوجود الإنسان، وكذلك موافقة الأزمنة الأربعة له والمكان الذي هو فيه أيضا وهو الأرض، وموافقة كثير من الحيوان له، والنبات والجماد وجزئيات كثيرة مثل الأمطار والأنهار والبحار، وبالجملة الأرض والماء والنار والهواء، وتظهر العناية في أعضاء الإنسان وأعضاء الحيوان، وكونها موافقة لحياته ووجوده. ولذلك وجب علي من أراد أن يعرف الله تعالي المعرفة التامة أن يفحص منافع جميع الموجوات.
دلالة الإختراع يدخل فيها وجود الحيوان كله ووجود النبات ووجود السموات.
هذه الطريقة تنبني علي أصلين موجودين بالقوة في جميع فطر الناس:
(1) إن هذه الموجودات مخترعة، هذا مخترعة بنفسه في الحيوان والنبات، كما قال تعالي: "إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولواجتمعوله". أنا نري أجساما جمادية ثم يحدث فيها الحياة، نعلم قطعا أن ههنا موجودا للحياة ومنعما بها، والله تبارك وتعالي، وأما السموات فنعلم من قبل حركتها التي لاتفتر أنها مأمورة بالعناية بما ههنا، ومسخرة لنا والسخر المأمور مخترع من قبل غيره ضرورة.
(2) أن كل مُختَرَع فله مُختَرِع، وأن للموجود فاعلا مخترعا له، علي عدد المخترعات كان واجبا علي من أراد معرفة الله حق معرفاته أن يعرف جواهر الأشياء ليقف علي الإختراع الحقيقي في جيع الموجودات، لأن من لم يعرف حقيقة الشيء لم يعرف حقيقة الإختراع.
أن الآيات التي في الكتاب العزيز في هذا المعني إذا تصفحت وجدت علي ثلاثة أنواع:
(1) الآيات تتضمن التنبيه علي دلالة العناية، مثل: قوله تعالي: ألم نجعل الأرض مهادا (التنبيه: الإشارة) والجبال أوتادا إلي قوله: وجنات ألفافا"
(2) الآيات تتضمن التنبيه علي دلالة الإختراع، مثل قوله تعالي: "فالينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق". ومثل قوله تعالي: "أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت"
(3) الآيات تجمع الأمرين من الدلالة جميعا، مثل قوله تعالي: "يا أيهاالناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل لكم فراشا، والسماء بناء وأنزل من السماء ماء، فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا الله أندادا وأنتم تعلمون". فإن قوله تعالي: " الذي خلقكم والذين من قبلكم" تنبيه علي دلالة الإختراع، وقوله تعالي: "الذي جعل لكم الأرض فراشا" تنبيه علي دلالة العناية.
. حكم الغزالي على الفلاسفة
حكم الغزالي على الفلايفة بالكفر في ثلاثة:
1. إن الأجساد لا تحسر
2. إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات
3. القول بقدام العالم و أزليته
طريق التصوف
إن الطريق التصوف لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق و الحال و تبدل الصفات
ظهر عند الغزالي بأن لا مطمع في سعادة الآخرة إلا بالتقوى و كف النفس عن الهوى، و أن رأس ذلك كله قطع علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور و الإنابة إلى دار الخلود، و الإقبال بكنه الهمة على الله تعالى، و أن ذلك لا يتم إلا بإعراض عن الجاه و المال، و الهرب من الشواغل و العلائق.
وجد الغزالى بأن أول الشروط في الصوفية تطهير القلوب بالكلية عما سوى الله و استغراق القلب بالكلية بذكر الله، و آخرها الفناء بالكلية في الله.
حدود التصوف
إن العارفين لما حصلوا إلى المعرفة الإلهية لكن لهم مستحيل أن يحصل على حقيقة معرفة الله. ثم مثل الغزالي الحضرة الإلهية المحيطة في العالم كمثل القصر فيه المالك و الميدان و العتبة و لا يجوز للعوام أن يدخل العتبة إلا الخواص من العارفين أو من الوزراء و يمكنهم الجلوس في داخل ميدان القصر و لكن جلوسهم يتفاوت بين الواحد و الآخر في القرب من الله و يمكنهم الجولان في القصر.
و مهما كانوا كذلك لم يجزلهم الوصول إلى خظوة القدوس في صدر الميدان لأنها لا تصل إليها أقدام العارفين ولا أبصار الناظرين. و هم في هذه الحالة في غاية الدهشة و الحيرة و أصبح بصرهم ينقلب إلى الوراء بسبب خشوعهم.
No comments:
Post a Comment