Alex Nanang Agus Sifa
مقدمة
فى هذا العصر العولمى، أن المجتمع الدينى توجههم التحديات الجديدة التى لاتخالف بما وجههم من قبل. فتعدد الأديان والنزاع الداخلى فى دين أو بين الأديان هو صورة ظاهرة وقعت بين أيديهم.[1] إن ابن عربى هو ما يكون ممثل الصوفية الذي أكد مفهوم المعمرة الذى يتسق مع مفهوم التعددية، حتى مع أسماء عدة فضلا عن ان من غيرها من الصوفية، وقال ابن العربي، للباحثين الغربية، الذي يعتبر من مؤيدي وحدة الأديان (Unity Of Religions). [2]
وكثيرا ما يستشهد بعض أهل التعددية مع أن ابن عربى هو من الصوفى التعددي، ومثل ذلك هو وليام جيتيك (William Chittick)، وقال انه يبدو طموحا للغاية لاستخدام مفاهيم إبن عربى القاعدة في حشد الدعم لمفهوم تعدد الأديان، وقال انه في كثير من الأحيان مساواة الإسلام والأديان الأخرى، من دون اي تردد وأعلن أن الإسلام لا يختلف عن الأديان الأخرى. وتحاول هذه المقالة لمناقشة ابن عربي وفهم التعددية الدينية والمنسوبة إليه.
تاريخ حياة ابن عربى
ولد ابن عربى بالأندلس فى سنة 560 هجرية وتوفى فى دمشق 638 هـ أى 1200 م، ويعد شيخ المتصوفة المسلمين. وقد ترك أثرا كبيرا فى التفكير الإسلامى والأربى على حد سواء. ويميل بعض الدارسين إلى وصفه بالأفلاطونى رمزا إلى أنه هو الذى نص على التفكير الإرسطوطاليس الذى كان يمثله ابن رشد وغيره من فلاسفة المسلمين. ومن مؤلفاته هى الفتوحات المكية وفصوص الحكم الذى ركز فيه مذهبه ولطائف الأسرار ومواقع النجوم وديون ترجمان الأشواق الخ.[3]
تعريف التعددية الدينية بشكل عام
التعددية الدينية هي شرط للعيش معا (التعايش) بين الأديان (بالمعنى الواسع) والتي تختلف في مجتمع واحد عن طريق الحفاظ على الخصائص الفيزيائية أو تعاليم كل دين.[4] ومن المفهوم أيضا التعددية الدينية هي المذهب الذي يرى أن ليس هناك رأي صحيح أو الآراء كلها صحيحة على حد سواء، لا يوجد رأي صحيح، أو هذا الرأي صحيح كله على قدم المساواة (no view is true, or that all view are equally true).[5]
وفهم تعدد الأديان على الاقل ينقسم على مذهبين ولكن لنفس الغاية، وهي: تدفق متعال وحدة الأديان (وحدة ومتعال الدين) واللاهوت في العالم (لاهوت العالمي). أول واحد هو أكثر من احتجاج على العولمة، في حين أن الثاني هو تمديد اليدين وحتى المؤيدين لحركة العولمة، وكان هذا الفهم الثانى هو ما يعرف الآن رأس الحربة لحركة التغريب. [6]
تاريخ ظهور التعددية الدينية
التعددية الدينية ظهرت لأول مرة في جميع أنحاء القرن 18 ميلادي. [7] هذا القرن هو قرن حيث الارتفاع الفكر الحديث ، بعد قرنين من الزمان نشرت في وقت سابق كتاب رينيه ديكارت، بعنوان تأملات (Meditations) في عام 1641 ميلادي. وفي هذا القرن، في أوروبا هناك كل أنواع الصراع بين الكنيسة مع الحياة خارج الكنيسة التي أدت إلى ظهور الليبرالية، التي تقوم بالترويج للحرية والتسامح والمساواة والتنوع أو التعددية. [8] ويبدو أيضا أن نفهم هذه التعددية هي متجذرة في نسبية العقل وفهم الإيمان. [9]
إذا كان يُنظر إليها من الجانب التاريخى، ظهرت في وقت مبكر من التعددية الدينية والتعددية السياسية، التي هي نتاج الليبرالية السياسية. وفى القرن التاسع عشر بدأت التعددية الدينية للدخول في الخطاب اللاهوت الغربي. ويتميز بظهور فكرة بعض علماء دين المسيحي الليبرالي الذي أعلن أنه في جميع الأديان، بما في ذلك المسيحية ويحتوي دائما على الحق واحد لا دين له أي حقيقة مطلقة. [10]
ابن عربي ونظريته فى الحب
وقد اعترف وليام جيتيك أن ابن عربى صوّر الإله بأن الطريقة للوصول على كماله هي بالتنزيه والتشبيه ولو كان كثير من المتكلمين يرون بأن التنزيه أحق منه. وعنده أن ابن عربى يوازن بينهما وليس هناك إصطلاحا إنحصاريا فى ذكر الإله.[11]
يعترف سيد حسين نصر و وليام جيتيك أن ابن عربى هو يقوم بمفهوم الدين الخلودى (parennis) في كتاباتهم. بوصفها ذريعة وأخذا مقطع من شعر ابن عربي:
لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيـت لأوثان و كعبة طائف وألواح توارة ومصحف قرآن
واستنادا إلى هذا الشعر، واتهم نصر حامد أبو زيد أن ابن عربي يعترف با الطرق التي تؤدي إلى إله واحد وكشف ذروة نفسه (came to realize that the divinely revealed paths lead to the same summit). على الرغم من أن نظرة سريعة مقنعة، والتعرض لهذه المجموعة درس أكثر شمولا إذا في الواقع أبعد ما يكون عن الحقيقة. وكان ابن عربي ليس من مذهب التعددي (transendentalis) كما يعتقدون.
وقد سبق بيان التعبير الفعلي لابن عربي في كتاب كان قد كتب بنفسه: ذخائر العلاق في شرح ترجمان الأشواق. هناك يقول بوضوح إن دين الحب أنه كان يقصد أنه دين محمد،[13] في اشارة الى كلمة من الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، سورة آل عمران الآية 31، وهذا يعني: قل يا محمد، إذا كنت حقا الحب الحقيقي من الله، واتبع ذلك لي والله أحبك.
تعريف الحب في تلك الآيات كما أوضح في كتاب الفتوحات المكية، حيث ينقسم الحب الى اربعة انواع. أولا، الحب الإلهى. الثاني، الحب الروحي. الثالث، الحب الطبيعي. والرابع، الحب العنصرى. الحاجة إلى تفسير واحدا تلو الآخر، وابن عربي ومن ثم التأكيد على أنه لا بد أن يثبت حب الله باتباع الشريعة وسنة رسول الله.[14]. وبالتالي، إن دين الحب المشار إليه عند ابن عربي هو الإسلام وسبحانه الجميل (وهو تعالى المتجلى فى كل وجه والمطلوب فى كل آية والمنظور إليه بكل عين والمعبود فى كل معبود)،[15] وهذا هو الدين الشرعى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس إصدار الدينية كما قال Schuon وأتباعه.
وبجانب ذلك، كان أهل التعددى(transendentalis) أيضا يبحثون بنشاط البيانات التي يمكن تحريفها لابن عربي ما يشائون. والحاجة للنظر هذا، هو ممارسة قطع وإزالة جزء من النص الأصلي لا يؤيد آرائهم. على سبيل المثال، يمكن أن ينظر إليه من كتاب وليام جيتيك (William Chittick) بعنوان: Imaginal Worlds Ibn Arabi and the Problem of Religious Diversity وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة الإندونيسية بعنوان: Dunia Imajinal Ibn Arabi: Kreativitas Imajinasi dan Persoalan Diversitas Agama لسوء الحظ، فإن المترجم لا توفر نقدChittick ، ولكنه توفر مقدمة بعنوان "Titik Temu Agama Dalam Realitas Ketuhanan," الأمر الذي يوحي مضمونه أن ابن عربي من مذهب تعدد الأديان.[16]
إن كتاب Chittick من الضروري جدا أن يكون منتقدا. على سبيل المثال، عندما استشهد فقرة من الفتوحات (الفصل 339) أن يكشف عن رأي ابن عربي عن حالة الأديان الأخرى بالنسبة الى الاسلام، ولايكون Chittick أن يكتب كاملا ويقطع الجهات التى لا تكون وفقا لرأيه مثلا:
"All the revealed religions (shara’i‘) are lights. Among these religions, the revealed religion of Muhammad is like the light of the sun among the lights of the stars. When the sun appears, the lights of the stars are hidden, and their lights are included in the light of the sun. Their being hidden is like the abrogation of the other revealed religions that takes place through Muhammad's revealed religion. Nevertheless, they do in fact exist, just as the existence of the light of the stars is actualized. This explains why we have been required in our all-inclusive religion to have faith in the truth of all the messengers and all the revealed religions. They are not rendered null (batil) by abrogation that is the opinion of the ignorant.’’[17]
مع نية لوقف ذلك الشعر، كان Chittick يعترف مع أن ابن عربي يرفض آراء غالبية المسلمين الذين يعتقدون بأن جميع الأديان السماوية قبل الإسلام حذفت (منسوخة) مع ظهور الإسلام. بالحقيقة أن ابن عربي يعتقد من جميع الأديان والكتب المقدسة التي رفعتها الرسل في الأيام القديمة يجب أن يكون اعترف الحقيقة في سياقاتها التاريخية منها، أي قبل النبي محمد لأن هذا هو جزء من أركان الإيمان. ومع ذلك، فإنه لا يعني أن صحة الأديان السماوية (اليهود والنصرى) تكون ثابتة بعد وصول النبي صلى أو حتى الآن.
ابن عربي ليس تعددي
قد كتب ابن عربى فى كتابه "الفتوحات المكية (باب 36)، بقوله صراحة أن عيسى عليه السلام إذا كان لايزال يعيش فى هذا الزمان سوف يتبع السنة من شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.[18] وكانت محاولة Chittick اقتباسات ناقص لإعطاء الانطباع، وجعل القارئين يعتقدون أن ابن عربي كما لو كان يعتمد بمذهب التعددية الدينية.
لذلك، إذا كان الرسل في زمان النبي محمد، فإنهم سوف يتبعون بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا مما قال ابن عربى " فرجعت الطرق كلها نظيرة إلى الطريق النبى صلى الله عليه وسلم، فلو كانت الرسل فى زمانه لاتبعواه كما تبعت شرائعهم شرعه."
ويوجد هناك تمييز واضح بين الحق والباطل، الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك. وإذا لم يكن الأمر كذلك، قال ابن العربي أيضا أن النبي لن يستدعي الناس على دين الإسلام، وليست هناك الأيات القرآنية "`tBur ÷Ïs?öt öNä3ZÏB `tã ¾ÏmÏZÏ ôMßJusù uqèdur ÖÏù%2 y7Í´¯»s9'ré'sù ôMsÜÎ7ym óOßgè=»yJôãr& Îû $u÷R9$# ÍotÅzFy$#ur ( y7Í´¯»s9'ré&ur Ü=»ysô¹r& Í$¨Z9$# ( öNèd $ygÏù crà$Î#»yz ÇËÊÐÈ [19]. هذه الأية تدل على أن ابن عربى يعتقد بأن الإسلام هو دينه ولايعترف بمساومة كل الأديان.[20] ومن هنا كان موقف ابن عربي واضحا إلى ديانات أخرى التى جائت قبل الإسلام.
الإختتام
كان سيد حسين نصر ووليام جيتيك يعتقدان بأن ابن عربى هو يقوم بمفهوم الدين الخلودى (parennis) في كتاباتهما. ولايكون سيد حسين نصر ووليام جيتيك أن يكتبا كتابة كاملة فى نقل بعض كتب ابن عربى ويقطعا الجهات التى لا تكون وفقا لرأيهما. وهناك واضح جدا أن دين الحب عند ابن عربى هو دين الذى سلك به محمد صلى الله عليه وسلم. ويعتقد ابن عربى أن جميع الأديان السماوية التى نزلت قبل الإسلام حذفت ومنسوخة مع ظهور الإسلام.
المراجع
قاسم، محمود، نصوص مختارة من الفلسفة الإسلامية (القاهرة: مكتبة الأنجيلو المصرية، 1969، الطبعة الثالثة)
ابن عربى، محمد سالم الأنسى (م)، ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق (بيروت: د. م، 1313 هـ)
_____، الفتوحات المكية (بيروت: دار الصدر، دون السنة)
_____، الحب والمحبة الإلهية (دمشق: مطبعة نضر، 1992، الطبعة الثانية)
Al-’Araby, Muhydiddin Ibn, The Tarjuman Al’asywaq; A Collection of Mystical Odes, translated by Reynold A. Nicholson, M.A )London; Royal Asiatic Society, 1991(
Chittick, William C., Imaginal Worlds; Ibn al-‘Araby and the Problem of Religious Diversity (State University Of New York press, 1994)
_________________, Dunia Imajinal Ibnu ‘Arabi; Kreativitas Imajinasi Dan Persoalan Diversivitas Agama (Surabaya: Risalah Gusti, 2001, cet.2)
_________________, Ensiklopedi Tematis Filsafat Islam (Bandung: Mizan, 2004)
Husaini, Adian, Liberalisasi Islam Di Indonesia: Antara Fakta dan Data (Jakarta: Dewan Da’wah Islamiyah Indonesia, 2006)
Shihab, Alwi, Islam Inklusif: Menuju Sikap Terbuka Dalam Beragama (Bandung: Mizan, 1990)
Toha, Anis Malik, Tren Pluralisme Agama; Tinjauan Kritis (Jakarta: Perspektif, 2005)
Zarkasyi, Hamid Fahmy, Liberalisasi Pemikiran Keagamaan: Proyek Gabungan Kolonialisasi, Kristenisasi dan Orientalisme, (Ponorogo: CIOS, 2007) [1] Alwi Shihab, Islam Inklusif: Menuju Sikap Terbuka Dalam Beragama (Bandung: Mizan, 1990), p. 39
[2] William C. Chittick, Imaginal Worlds; Ibn al-‘Araby and the Problem of Religious Diversity (State University Of New York press, 1994), p. 3
[3] حمود قاسم، نصوص مختارة من الفلسفة الإسلامية (القاهرة: مكتبة الأنجيلو المصرية، 1969، الطبعة الثالثة)، ص. 90
[4] Dr. Anis Malik Toha, Tren Pluralisme Agama; Tinjauan Kritis (Jakarta: Perspektif, 2005), p.14
[5] Simon Blackburn, Oxford Dictionary Of Philosophy dalam bukunya Hamid Fahmi Zarkasyi, Liberalisasi Pemikiran Keagamaan: Proyek Gabungan Kolonialisasi, Kristenisasi dan Orientalisme, (Ponorogo: CIOS, 2007), p. 104
[6] Hamid Fahmi Zarkasyi, Ibid, p. 104
[7] Dr. Anis Malik Toha, Op.cit. p. 16
[8] ibid. p. 17
[9] Adian Husaini, Liberalisasi Islam Di Indonesia: Antara Fakta dan Data (Jakarta: Dewan Da’wah Islamiyah Indonesia, 2006), p. 22
[10] Dr. Anis Malik Toha, Op.cit. p. 17-18
[11] William C. Chittick, Ensiklopedi Tematis Filsafat Islam (Bandung: Mizan, 2004), p. 623
[12] Muhydiddin Ibn Al’araby, The Tarjuman Al’asywaq; A Collection of Mystical Odes, translated by Reynold A. Nicholson, M.A )London; Royal Asiatic Society, 1991(, p. 19
[13] ابن عربى، محمد سالم الأنسى (م)، ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق (بيروت: د. م، 1313 هـ)، ص. 39-40
[15] اى رتبة الألوهية هي المعيودة فى كل ما عُبِد. أنظر محيدين ابن العربى، الحب والمحبة الإلهية (دمشق: مطبعة نضر، 1992، الطبعة الثانية)، ص. 47-48
[16] William C. Chittik, Dunia Imajinal Ibnu ‘Arabi; Kreativitas Imajinasi Dan Persoalan Diversivitas Agama (Surabaya: Risalah Gusti, 2001, cet.2), p. v-vii
[17] William c. chittick., Imaginal Worlds; Ibn al-‘Araby and the Problem of Religious Diversity, Op. Cit., p. 125
[18] وهذا عيسى إذا نزل ما يومنا إلا منا، أى بسنتنا ولا يحكم فينا إلا بشرعنا. إبن عربى، الفتوحات المكية فى باب 36
[20] ومن يرتدد منكم عن دينه فيموت وهو كافر. فإن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة. ولو كان موسى حيا ما وسيعه إلا أن يتبعنى. . إبن عربى، الفتوحات المكية فى باب 36
No comments:
Post a Comment